المشترك الثالث: محمد
إحداث تغيير في الزراعة اليمنية عبر منظومة الري الذكية
في قلب اليمن، وبالتحديد في محافظة حضرموت، حيث تعاني المناطق من نقص الموارد المائية والتغيرات البيئية، يبرز محمد كحلقة وصل حيوية بين التكنولوجيا والتحديات الزراعية.
نشأ محمد في بيئة بسيطة، حيث عمل كراعٍ للغنم، وبدأت رحلته الريادية من هناك. اليوم، يُعَدّ محمد أحد رواد الاعمال المجتمعيين، ودعاة تطوير الزراعة في اليمن من خلال "منظومة الري الذكية" التي صمّمها.
تكنولوجيا مبتكرة لتحسين إدارة المياه
تتكون "منظومة الري الذكية" التي طورها محمد من خزان مياه على سطح مرتفع يمد أنبوبًا رئيسيًا لضمان الحفاظ على الضغط، مع شبكات ري فرعية مزودة بصمامات مياه كهربائية وأجهزة استشعار لرطوبة التربة. يشرح محمد: "النظام يتيح سقي النباتات بشكل تلقائي ودقيق، ويمكن التحكم فيه ومراقبته عبر تطبيق على الهواتف الذكية وموقع إلكتروني." ويضيف: "رغم التحديات، أعمل باستخدام المعدات البسيطة المتاحة لي، وأطمح إلى توسيع استخدام النظام ليشمل مناطق واسعة في اليمن."
واجه محمد تحديات عديدة في مسيرته، ولكنه لم يتوقف عن تطوير نظامه. حصل على دعم مالي صغير من مشروع الجسر، بجانب تدريب كان له تأثير كبير في تحسين قدراته الفنية والإدارية. محمد يقول: "التدريب والدعم المالي ساعداني بشكل كبير في تحسين المنظومة. التوجيه والإرشاد كانا ضروريين لتحقيق التقدم الذي وصلت إليه."
ريادة الأعمال المجتمعية كحل للتحديات الزراعية
تعتبر "منظومة الري الذكية" نموذجًا بارزًا لريادة الأعمال المجتمعية في القطاع الزراعي. محمد، من خلال مشروعه، يسعى إلى تحسين استدامة الزراعة، مما يساهم في معالجة تحديات مثل ندرة المياه والتغيرات المناخية. "أريد أن أرى هذا النظام يُطبق في جميع أنحاء اليمن، وخاصة في حضرموت، التي تحتاج بشدة إلى حلول فعالة لمشاكل المياه." فمحمد رائد الأعمال ليس تاجراً أو صناعياً تقليدياً، فهو يضع نصب عينيه المصلحة الأساسية للمجتمع، المزارعين والمزارعات، وفي نفس الوقت يرغب بتطوير مشروعه وأعماله، وهذا ما يميزه كرائد أعمال مجتمعي في اليمن.
تركز ريادة الأعمال الاجتماعية على تنمية المجتمع، تطويره من جوانب مختلفة، استغلال الموارد والطاقة بشكل مفيد ونظيف، وبنفس الوقت إيجاد فرص عمل لأفراد المجتمع، ينتشر هذا المفهوم في مناطق مختلفة من العالم، ويبدأ مشروع الجسر نشاطه في اليمن ليعكس المفهوم الجديد، ويساند رواد الأعمال المجتمعيين، خاصة منهم الشباب والشابات، في سبيل تطوير مشاريعهم.ن وإطلاقها بالشكل الأفضل!
من خلال مشروعه، يعكس محمد قدرة الشباب اليمني على تحويل التحديات إلى فرص عملية، ويُقدّم نموذجًا ملهمًا لتحسين الزراعة وتعزيز الاستدامة البيئية. "منظومة الري الذكية" تمثل خطوة هامة نحو تحسين إدارة الموارد المائية في اليمن، مما يعكس التزام محمد بالابتكار والتطوير في مواجهة التحديات البيئية. بفضل ريادة الأعمال المجتمعية، يمكن تحقيق تحول إيجابي في القطاع الزراعي، مما يعود بالنفع على المجتمعات المحلية ويعزز الأمن الغذائي.